هل طلب تميم بن حمد من قيس سعيد ترحيل الغنوشي إلى قطر؟
مساء يوم أمس الأربعاء، تلقى الرئيس التونسي قيس سعيد، اتصالا هاتفيا من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان، أعلنت عنه وكالة أنباء قطر ووسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية بالإمارة الصغيرة.
الإعلان عن الاتصال إعلاميا أمر طبيعي ووارد، لكن الذي كان لافتا في الأمر هو تشديد وسائل الإعلام القطرية على كلمة “ضرورة” وعبارة؛ ضرورة تجاوز الأزمة السياسية الراهنة في تونس، وأهمية أن تنتهج الأطراف التونسية طريق الحوار لتجاوزها وتثبيت دعائم دولة المؤسسات وتكريس حكم القانون في الجمهورية التونسية الشقيقة من أجل مصلحة الشعب التونسي الشقيق والحفاظ على استقرارها.
ويقول مراقبون للشأن التونسي إن استعمال تلم العبارة يحمل معاني كثيرة، من ضمنها أن النظام القطري بقيادة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ينزل بكل ثقله لإنقاذ حركة النهضة الإخوانية في تونس، ودعم خطواتها ضد الرئاسة التونسية، بعدما أصدر الرئيس قيس سعيد، قرارات أفضت بحل البرلمان ووقف عمله لمدة شهر، وعزل رئيس الحكومة هشام المشيشي، من منصبه.
ويضيف المراقبون أن التحركات القطرية المشبوهة تأتي للتدخل في الشأن الداخلي التونسي، واستغلال الأزمة الراهنة، بعد سحب رئاسة الرابطة الدولية لفقهاء القانون الدستوري من الرئيس قيس سعيد، بمبرر الانقلاب على الدستور والديمقراطية في تونس، حيث تمارس الدوحة ضغوطا كبيرة عبر دبلوماسيين على الرئيس التونسي، من أجل التراجع في قراراته ضد حركة النهضة الإخوانية، لكن رد سعيد، كان صارماً باصطفافه في الصف الوطني مع المطالب الشعبية، ما أغضب أمير قطر وجعله يتجه إلى سحب رئاسة سعيد من الرابطة التي أسسها في وقت سابق وحصار سعيد إعلامياً.
التحركات القطرية تؤكد أن تميم بن حمد آل ثاني، كان يتودد إلى الرئيس قيس سعيد، خلال الفترة الماضية، في محاولة لخلق توازن بين الرئاسة والبرلمان التونسي، ولكن مع موقف سعيد، الأخير انكشف دعم قطر للإخوان فقط، وانقلاب موقفها ضد النظام التونسي الجديد كما عملت سابقاً مع النظام المصري.
وترتبط حركة النهضة الاخوانية بعلاقات قوية مع قطر تجلت في عدد من محطات الدعم والتمويل المباشر، ففي آخر زيارة أجراها أمير قطر لتونس، قدم خلالها تمويلات لحركة النهضة، كما أرسل إليها مساعدات خلال أزمة كورونا الأخيرة، لدعم موقفها عن الرئاسة التونسية، فيما لم يستفد بها الشعب التونسي، وظلت بشكل حصري للإخوان.