سياسة

تهديدات تلاحق رموزا معارضة للإخوان وحلفائهم في تونس


يعود شبح الاغتيالات السياسية ليطفو على سطح المشهد العام التونسي، بتهديدات تطول رموزا معارضة للإخوان وحلفائهم.

ويرى متابعون أن زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي ضغط على “زر” اللجوء إلى العنف والتصفية الجسدية من خلال البيان الذي أصدرته حركته يوم أمس، ويحمل بين السطور تهديدا للسلم الأهلي.

وهو سلم أهلي مهدد بعد إحباط العديد من العمليات الإرهابية، آخرها محاولة استهداف مقرات أمنية بمحافظة صفاقس الجنوبية، وضبط مخزن للأسلحة بالجنوب التونسي.

وبينت مصادر أمنية عليا في تونس، في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أن مستوى التهديدات الإرهابية في البلاد تضاعف بمفعول الصراع السياسي بين الرئاسة والغنوشي.

وكشفت، في تصريحات خاصة، عن تفكيك 13 خلية إرهابية أعدت مخططا لاستهداف شخصيات سياسية في نفس الوقت خلال شهر رمضان، بينها رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، والقيادي اليساري منجي الرحوي، وعدد من المثقفين والأكاديميين المعارضين لخط الإخوان.

موسي أول المستهدفين

وكانت موسي قد صرحت، في تصريحات سابقة لـ”العين الإخبارية”، بأن قرار تصفيتها اتخذته الحركة الإخوانية وهددتها به علنا، موضحة أن الإجراءات الإقصائية التي اتخذها رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس الحركة الإخوانية راشد الغنوشي تمهيد للتصفية.

رئيسة الحزب الدستوري الحر، اعتبرت أن قرارات إخراجها من مكتب المجلس وحرمانها من تأدية واجبها كرئيس كتلة نيابية ونائب “خطوة إقصائية تبعدها عن المشهد العام النيابي وتألب ضدها الرأي العام وتستهدفها مباشرة في مقتل”.

موسي أضافت أن تهديدها بالتصفية والاغتيال تكرر مرارا على لسان نواب النهضة ومنتسبيها وداعميها، وأن ثمة تهديدات مباشرة تصلها يوميا من أشخاص مجهولين يترصدون حياتها.

كذلك لفتت موسي إلى أن فتاوى إهدار دمها متداولة بين الإخوان في تونس، وإن سعي النهضة لتصفيتها بطريقة تبدو غير مدبرة ثابت.

وبيّنت رئيسة الدستوري الحر أن اغتيالها “يدبر بواسطة حادث سير أو عملية قتل على وجه الخطأ”، مؤكدة أن “سيناريوهات الاغتيال المعدة لها تحمل كلها على القتل غير العمد أو الحادث حتى لا يثبت تورط أعوان الإخوان فيها”.

ومنذ سنوات، لا تتوانى عبير موسي عن كشف جرائم الإخوان في تونس وعلاقاتهم الفاسدة والمشبوهة داخل البلاد وخارجها، كما رفضت كل عروض التوافق معهم.

الرحوي على القائمة

النائب اليساري المعارض منجي الرحوي يعتبر الشخصية الأكثر تهديدا بالاغتيال بعد موسي، وقد تلقى مؤخرا أخبارا جدية عن تجدد التهديدات ضده.

وفي تصريحات إعلامية، أكد النائب عن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، أن الأجهزة الأمنية حذرته من أن مجموعات إرهابية تترصد تحركاته بدقة.

وحول طبيعة تلك المعلومات الأمنية، أوضح الرجل أن المجموعات الإرهابية تتتبع تحركاته بمسقط رأسه بمحافظة جندوبة شمال غرب البلاد، حيث يؤدي زيارات عمل بشكل كثيف.

وبحسب قوله، فقد أوصته أجهزة أمنية بالحذر الشديد وبتشديد الحماية الشخصية التي يحظى بها منذ سنوات.

وأمام هذا الوضع، قال النائب المعارض الشرس في مواجهته للإخوان، إنه سيحد من تنقلاته إلى محافظته جندوبة ويوقف أعماله بها حتى حين.

ويؤكد متابعو الشأن العام التونسي أن التهديدات التي تطول عبير موسي ومنجي الرحوي بين الفينة والأخرى “جدية جدا”، باعتبارهما الأكثر شراسة في مواجهة الإخوان وسياساتهم وأشدهما تحديا لنفوذها في البلاد.

ورغم أنهما يتنقلان وسط حراسة أمنية مشددة منذ سنوات، فإن موسي والرحوي يظلان تحت طائلة خطر التهديدات الجدية بالتصفية، خصوصا بعد الحملات التكفيرية التي تشنها جحافل الذباب الأزرق النهضاوية ونواب الإخوان خصوصا عن حزب ائتلاف الكرامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى